انبثق الشر من جوفه

انبثق الشر من جوفه، لا بخيال ولا بحلم، بل هو أسفُ الواقعِ المعاش، والنوايا السيئة المدفونة بعمق داخلهم. يا ليتهم يتصالحون مع ذواتهم، لكن هيهات! لن ولن يسمح لهم شرهم وبغضهم الداخلي بذلك. بارعون في الأذى، خارقون للعادة… آهٍ لأمةٍ بكى لأجلها رسول الله.

انبثق الشر من جوفه، ما يجعلنا نفكر مرارًا وتكرارًا، لكن الخلاصة واحدة: كل شيء يرجع بالأرجح إلى التنشئة الاجتماعية وقلة الوعي. محادثاتهم كلها نميمة وغيبة، لا وجود للعلم بينهم أبدًا. ومهما حاولت أن تنوّر عقولهم الضحلة بكل ما تملك من قوة، ستخرج خالي الوفاض ككل مرة. فلا تُرهق نفسك يا صديقي.

انبثق الشر من جوفه، وما يزيد الطين بلة أنهم يحاولون توهيم بعضهم البعض بشتى الطرق. “أنت صديقي… أنت أخي…”، كفى نفاقًا، دعنا غرباء. وتبقى الوحدة أجمل بعيدًا عن ضوضائهم المزعج، ناهيك عن قصصهم الأزلية المنتهية الصلاحية.

انبثق الشر من جوفه، فالأنانية المفرطة تقتل… ليست السرعة كما نُعلم. لا تغتر بالمظاهر، ولا تتعلق بالآمال الخاوية، فليست موجودة أصلًا على وجه هذه الأرض. دعهم يتوغلون… مصيرهم نهاية مظلمة في قعر الهاوية.

انبثق الشر من جوفه، والأصيل يبقى أصيلًا مهما كثرت خسائرهl وقل صبره. لا يقلقك كلامي… لن أتغير. سأبقى متشبثًا بمبدئي: “نية صافية وقلب صادق فقط يا صديقي.” أتركهم في بئر الحسد دون عون ولا مرافق… للقول: “الرحمن، المصور، البارئ، الغفور، المنان… وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ  اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ.”